قراءة فى خطاب التكليف
حكاوى
خطاب تكليف الرئيس عبدالفتاح السيسى، للدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، بتشكيل الحكومة الجديدة، تضمن عدة بنود جديدة، تسير عليها الحكومة خلال السنوات القادمة، بل يعد هذا التكليف بمثابة خريطة الطريق التى تسير عليها الحكومة الجديدة. وبنظرة سريعة فى خطاب التكليف نجد أن الرئيس السيسى، وضع عدة محاور رئيسية لعمل الحكومة الجديدة، وأول هذه المحاور اختيار الوزراء من ذوى الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة لتحقيق عدد من الأهداف، وهى الحفاظ على محددات الأمن القومى المصرى فى ضوء التحديات الإقليمية والدولية.
المعروف أن قضية الأمن القومى من أخطر القضايا التى تشغل المصريين والدولة، لأن العين على مصر بشكل لافت للأنظار، خاصة خلال المرحلة الماضية التى واجهت فيها البلاد تحديات واسعة فى كافة المناحى، والحرب الإسرائيلية الدائرة حالياً منذ السابع من أكتوبر الماضى وحتى الآن، ولأن مصر واجهت أكبر تحدٍ فى الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى، ومواجهة تحديات كبرى لانهيار المنطقة العربية كلها، وبالتالى فإن اختيار الحكومة الجديدة، يجب أن يكون على قدر هذه المسئولية الكبرى فى ظل هذه التحديات البشعة التى تواجهها البلاد.
خطاب التكليف تضمن أيضاً أمرًا بالغ الأهمية وهو الاهتمام بالإنسان المصرى الذى يعد ركيزة كل شىء فى الجمهورية الجديدة، ولن يتم بناء المواطن إلا من خلال أمرين مهمين تطرق إليهما الخطاب وهما الصحة والتعليم، وهذان الملفان من أهم الملفات الرئيسية التى تقوم ببناء الإنسان المصرى، وأعتقد أنه إلى جوار ما تم من إنجازات فى ملف الصحة، ستكون هناك إضافات كثيرة فى هذا المجال من أجل وجود مواطن مصرى معافى وصحيح قادر على العطاء والمشاركة فى كل الأمور.. أما التعليم فهو يحتاج إلى فتح هذا الملف فى أسرع وقت، لإيجاد الحلول للعملية التعليمية التى باتت غير مناسبة تماماً لم تحلم به مصر.. وهذا الأمر يحتاج إلى مشرط جراح ناجح يقتحم كل مشاكل التعليم فى أسرع وقت.
وقد تضمن خطاب التكليف أمرًا آخر بالغ الأهمية هو ضرورة مواصلة جهود تطوير المشاركة السياسية، وهذا الملف يعنى تحقيق الديمقراطية وتنشيط حركة الأحزاب السياسية بما يليق بالمرحلة الحالية، إضافة إلى أن خطاب التكليف تحدث عن ضرورة تطوير ملفات الثقافة والوعى الوطنى، والخطاب الدينى المعتدل وترسيخ مفاهيم المواطنة والسلام المجتمعى. وهذا يعنى أن الدكتور مصطفى مدبولى المكلف بتشكيل الحكومة سيمضى النظر ملياً فى عملية اختيار الحقائب الوزارية حتى يتمكن من تحقيق ما ورد فى خطاب التكليف الرئاسى. وهذا ما ينتظره المصريون بفارغ الصبر.